الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد إحباط مخطط لاقتحام السجن في 6 دقائق: السجون التونسية قنابل موقوتة وبؤر لتفريخ الإرهابيين

نشر في  23 أفريل 2015  (10:59)

«سجن المرناقية بعد الثورة هو عبارة عن بؤرة لتفريخ الارهابيين» بهذه العبارة استهل كاتب عام جمعية «مراقب» النقابي الأمني الحبيب الراشدي حديثه مع أخبار الجمهورية، مؤكدا أن ما شهدته السجون التونسية ابان الثورة من فوضى مقصودة مازال يلقي بظلاله الى حدّ اللحظة على واقع المنظومة السجنية.
وأكد الحبيب الراشدي ـ والعهدة على من روى ـ أن تلك الفوضى أشرف عليها المدير العام السابق للسجون والاصلاح بتشجيع من وزير العدل نور الدين البحيري بمعية مستشارين اثنين، وذكر الراشدي أن هذا المدير كان دائم الترّدد على غرف العناصر الارهابية وأنه كان يؤدي الصلاة معهم داخل غرفهم، بل وكلّف مجموعة منهم لاستقطاب مساجين الحق العام، وقصد ايجاد أرضية تسهل عمليات الاستقطاب تمّ تكليف مجموعة من الدعاة من أصحاب الفكر المتشدّد  بتقديم دروس وخطب داخل سجن المرناقية، وأفادنا محدثنا أن النقابة الاساسية لإطارات وأعوان السجون والاصلاح تصدت لمثل هذه الممارسات ونددت بها، مضيفا أنه وفي محاولة لمراوغة النقابة تم ادخال هؤلاء الدعاة خلسة.
وفي نفس السياق بين الحبيب الراشدي أن الدعاة كانوا يقدمون دروسهم لقرابة 30 سجينا، في حين تتكفل الادارة ببث هذه الخطب الى كافة المساجين عبر الاذاعة الداخلية بشكل يسمح لكل المساجين بالاستماع اليها..

سوق سوداء ناشطة داخل السجون

وبيّن الراشدي أن مسؤولا كان يعتمد على عصابة البوليس السياسي السابق لتنفيذ مخططاته منها بث الفوضى من خلال ادخال كميات كبيرة من الهواتف الجوالة قصد تمكين العناصر الموجودة داخل السجن من الاتصال بالخلايا النائمة خارجه، مؤكدا أن هذا المدير رفض في تلك الفترة تشغيل آلات التشويش على الهواتف، كما قال إن عدوى الهواتف الجوالة انتقلت آنذاك الى سجون أخرى على غرار الناظور اضافة الى انتعاش السوق السوداء داخل السجن، واغراقه بالمخدرات وذلك قصد خلق واقع جديد.
وكشف الحبيب الراشدي أن قيادات أمنية مورطة خلال العهد البائد مازالت صلب الإدارة العامة للسجون، وقال إنه تم تكليف عنصر مورط في أحداث سليمان ومحكوم عليه بالسجن مدة 7 سنوات بالادارة الفرعية للتكوين بالمدرسة الوطنية للسجون والاصلاح بعد أن تمتع هذا الأخير بالعفو التشريعي العام، كما عيّن نور الدين البحيري عضوا منتميا الى حركة النهضة مكلفا بالفلاحة بالادارة العامة للسجون والاصلاح رغم أن الادارة بها قرابة الـ20 مهندسا في المجال الفلاحي مبينا أن الهدف من هذا التعيين كان ايصال التقارير الى حركة النهضة على حدّ تعبيره .   
وذكر كاتب عام جمعية المراقب أن من بين التجاوزات التي تم تسجيلها سابقا هو تمكن امرأة مقربة من أحد السياسيين من الدخول الى غرف المساجين ليلا أي بعد التوقيت الاداري .

معز بن غربية ووليد زروق والكاميرا الخفية

وأسر لنا النقابي الأمني الحبيب الراشدي أن رئيس جمعية مراقب وليد زروق عمد صحبة الاعلامي معز بن غربية إلى انجاز كاميرا خفية للايقاع بالمدير العام السابق للسجون والاصلاح، حيث اعترف هذا الأخير لوليد زروق أن الوزارة هي من بثّت الفوضى وأن السجون غارقة في المخدرات والممنوعات، مؤكدا أن هذا التسجيل بحوزة معز بن غربية على حدّ تعبيره ..
وذكر الراشدي أن النقابة طالما طالبت بفصل المساجين في القضايا الارهابية عن مساجين الحق العام وتوفير أعوان مختصين في الارهاب للتعامل مع هذه الفئة من المساجين وذلك لأن العون البسيط يكون عرضة للاستقطاب، مشيرا الى أن هذه التوصيات لم يقع العمل بها بل وقع وضع كل المساجين في غرف موحدة ..

سجن منوبة قنبلة موقوتة

من جهة أخرى أكد الحبيب الراشدي في نطاق حديثه عن واقع السجون التونسية أن سجن منوبة للنساء هو عبارة عن قنبلة موقوتة ـ والعبارة للراشدي ـ مضيفا أن هذا السجن يضم قرابة الـ 60 ارهابية، وانهن على اتصال دائم بسجينات الحق العام، وذكر الراشدي أنه يقع استغلال سجينات الحق العام خاصة من صاحبات العقوبات البسيطة والقصيرة لتمرير رسائل للعناصر الموجودة خارج السجن ولجلب معلومات ورسائل للارهابيات داخل السجون.
ومن بين الأسرار التي كشفها عنها كاتب عام جمعية مراقب، هي أن الادارة العامة للمساجين تمكنت مؤخرا ومن خلال دورية تفتيش روتينية وبمحظى الصدفة من العثور على وثيقة سرية بحوزة احدى سجينات الحق العام تحتوي على مخطط لاقتحام السجن في 6 دقائق، مؤكدا أن السجينة كانت تنوي تسليم المخطط للإرهابيات الموجودات داخل السجن مؤكدا أن الهدف من وراء المخطط الذي تم ابطاله هو تهريب السجينات الارهابيات، وأشار الراشدي إلى أن الارتخاء الأمني وراء مثل هذه الحوادث حيث كان من الضروري فصل هؤلاء عن بقية السجينات .

الوضع داخل السجون لا يبشر بخير

وطالب الحبيب الراشدي باحداث تغييرات جذرية على المدرسة الوطنية للسجون والاصلاح من خلال برامج تكوين واضحة، ودعا الى اليقظة ورفع درجة الحسّ الأمني لدى الأعوان، لأن المخططات الارهابية لاستهداف السجون منها سجن المرناقية ومنوبة هي مخططات منظمة وجديّة، مبينا أن الوضع الحالي داخل السجون لا يبشر بخير .
وأشار الراشدي الى أن الاستعلام داخل السجون فاشل وضعيف وأنه موجه لمراقبة الأعوان وليس لمراقبة الأوضاع داخل السجون .
وفي ختام حديثه ـ والذي نمتلك تسجيلا منه ـ وجه كاتب عام جمعية مراقب رسالة الى وزير العدل الحالي مفادها أن نية اصلاح المنظومة السجنية ضعيفة جدا، وأنه مطالب  بفتح عديد الملفات، مبينا أن التفقدية العامة بوزارة العدل قدمت تقريرا شاملا أثبت وجود فساد كبير في الإدارة العامة للسجون والاصلاح وذلك على المستوى المالي والاداري. اضافة الى تقرير وزارة أملاك الدولة الذي أثبت كذلك وجود فساد مالي، ودعا الراشدي وزير العدل الى مراجعة منظومة العفو والسراح الشرطي، وفتح تحقيق في مسألة ابتزاز بعض رجال الأعمال داخل السجون، اضافة الى فتح ملف البغدادي المحمودي الذي وقع ابتزازه داخل السجن ..

تحقيق: سناء الماجري